-->

أي بنيَّ

أي بنيَّ! هذه الرسالة الأولى التي تستلمها بعد رحيلك عنّا إلى ديارالغربة.إنّك ستعجب لأني أرسلتها مسرعا , وستقول:" كم يحبني أبي فها هو ذا يكتب إليَّ ولم يمض على رحيلك عن الوطن غير أسبوعين" , وأنت على حق يابنيَّ. إنَّني أسرعت في الكتابة إليك آملا أن تجد في هذه الرسالة من النصح ما يجعلك (تحيا الحياة الطيبة) التي نريدها لك,والتي تليق بالرجل الكريم وترفع من شأن أمته ووطنه.
سترى بابني بلادا( تقدّمت في العلم )والفن والحضارة,وستعيش بين أناس يحْيَوْن حياة تختلف عن حياتنا.فلتكن ذكيا واعيا, ولتأخذْ من تلك الحضارة روحها لا قشورها,ولتعشْ مع هؤلاء الناس عيش الحذر واليقظة,ولا تجعل أصابعك في أذنك أوتغضّ طرفك عن عالم لا تتوقف حركته ،تتأثر فيه بما يتّفق وذوقك وتدعُ (ما ينبو عن طبعك),وستحسُّ يا بنيَّ أنَّ هؤلاء الناس قد تقدمونا في حياتهم الماديّة كثيرا,ذلك صحيح,ولكنْ لا تفكرْ أنَّنا عاجزون عن بلوغ المستوى الذي بلغوه,إنّنا سنبلغ يوما هذا المستوى ونجتازه,كل ما نريده منكم أيّها الشّباب هو الاعتزاز والثَّقة والعمل والأمل, اعتزاز بماض مجيد,وثقة بالنفس لا حدَّ لها,وعمل متواصل لا يتوقّف,وأمل واسع بمستقبل أمّتنا البسّام.لم تبلغْ أوربا ما بلغته في عام واحد ولا في عشرين عاما,ولم تصلْ إلى هذه الحضارة إلاَّ حين (استفادت )من تجارب الحضارات الإنسانيّة المختلفة, ومن بينها النّور العربيّ الذي لم يخبُ إلاَّ خلال عصور الانحطاط.لتفخرْ بذلك النور يا بنيَّ,ولترفعْ رأسك حين تذكرُ ماضي أمّتك,ولتكنْ من أكثر الناس ثقة بأنَّ أمّتك (تسير في الطريق السَّويِّ ).
ا    

الأسئلة :
ما نوع النص ؟
الحياة مختلفة في الغربة..كيف يريد الأب لابنه أن يواجهها ؟
يزرع الأب في ابنه الأمل بنهضة أمته ..كيف ؟ هل توافقه فيما نصح به ابنه  ؟
اشرح المفردات والتعابير: ولتأخذْ من تلك الحضارة روحها لا قشورها-   ينبو –   يخب -
البناء الفني : استخرج محسنا بديعيا وبين نوعه – مجازا مرسلا وبين علاقته- جملة إنشائية وبين الغرض
البناء اللغوي :استخرج  من النص اسم مبالغة –  حالا مفردة –  مصدرا صريحا
اسما منسوبا – مبتدأ مقدما وجوبا – إدغاما وبين نوعه
أسند إلى الجمع العبارة الآتية : ولتعشْ مع هؤلاء النّاس عيش الحذر واليقظة,ولا تجعل أصابعك في أذنك أوتغضّ
 طرفك
الوضعيّة الإدماجيّة :
اكتب ردّا تستلهم فيه دور الابن في غربته محاولا طمأنة الأب على روحك وفكرك ، ومبينا كيفية تعاملك مع مجتمع
موظِّفا  الحال – التّحذير ، والتّعجب

اقرأ أيضا:

0 التعليقات



Emoticon