-->

بين الاستفهام التقريري والاستفهام الإنكاري

الفرق بين الاستفهام التقريري والإنكاري ..

الاستفهام التقريري هو أن تطلب من المخاطب أن يقر بِما يُسأَلُ عنه نفياً أو إثباتاً ، لأي غرض من الأغراض التي يراد لها التقرير. كالإدانة واللوم ونحو ذلك. ومن أمثلته في القرآن الكريم ما تقدم من قوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم :( أَلَم نشرح لك صدرك). يعني قد شرحنا لك صدرك يا محمد ، وتقريره بذلك لكي يشكر هذه النعمة ويقدرها حق قدرها. 
وقوله تعالى على لسان فرعون يخاطب موسى عليه السلام :(ألم نربك فينا وليداً ؟). وفرعون يريد أن يقر موسى بذلك ليدينه بهذا ، أي : كيف نربيك ثم تنقلب علينا ؟!
وقوله تعالى على لسان قوم إبراهيم عليه السلام عندما حطم أصنامهم :(أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ؟) وغرضهم من إقراره بهذا إدانته ، والانتقام منه ، ولكنه أجاب بطريقة أخرى .
وقوله تعالى ممتناً على نبينا صلى الله عليه وسلم :(ألم يجدك يتيماً فآوى ؟ الآيات ) فهو استفهام تقريري ، للامتنان على النبي صلى الله عليه وسلم. 
وأما الاستفهام الإنكاري : فهو يدل على أن الأمر المستفهم عنه أمر منكر ، وقد يكون هذا الذي ينكره العقل أو الشرع أو العرف أو القانون أو غير ذلك. 
وللاستفهام الإنكاري أنواع بحسب المراد بالإنكار ، فقد يكون إنكاراً يراد به التوبيخ على أمر قد مضى ، أو أمر قائم ، أو إنكاراً للتكذيب وغير ذلك.
ومن أمثلته قوله تعالى على لسان موسى يخاطب أخاه هارون :(أفعصيت أمري ؟).
وقوله تعالى :(أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً ؟). ينكر عليهم إنكاراً فيه تكذيب لهم.
وقوله تعالى على لسان نوح عليه السلام عندما دعا قومه فكذبوه:(قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون؟)
ويجب في الاستفهام الإنكاري أن يقع الأمر المُنْكَر بعد همزة الاستفهام كما في الأمثلة. 
وقد يكون الأمر المنكر - بفتح الكاف - هو الفعل كما في قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام يخاطب أباه:(أتتخذ أصناماً آلهة ؟) ينكر عليه ذلك.
وقول إبراهيم عليه السلام لقومه :(قال أتعبدون ما تنحتون ؟) ينكر عليهم فعلهم.
وقد يكون المنكر هو الفاعل ، كقوله تعالى :(أهم يقسمون رحمة ربك ؟) وقوله تعالى :(أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟)
وقد يكون المنكر هو المفعول ، كقوله تعالى :(أغير الله أتخذ ولياً ؟). وقوله تعالى :(أغير الله تدعون؟)
وقد يكون المنكر هو المفعول لأجله ، كقوله تعالى :(أإفكاً آلهة دون الله تريدون؟)

اقرأ أيضا:

0 التعليقات



Emoticon