ولازلت أذكر ذلك الطالب الذي أصبح ( ملطشة ) المدرسة حتى وهو في المرحلة المتوسطة ، والسبب هو عدم تجاوب والده مع المشاكل التي تعرّض لها داخل المدرسة ، أوفي الحي ، وأَخذ الأمر ببساطة ، وأن المسالة ( ورعان وتهاوشوا) مما جعل هذا الطفل يلتزم الصمت للأبد لأن خط دفاعه قد انهار ، وأعتقد أنكم تخيلتم نتائج ذلك .
يخطئ بعض الآباء عندما يُشدد على طفله بالتوجه لإدارة المدرسة، أو لمعلم الصف إذا تعرض للضرب أو الإهانة ، ومن وجهة نظري أنه يجب على الأب إذا اشتكى إليه طفله من تعرضه للضرب ، أو للإهانة سواء في المدرسة ، أو في الباص ، التأكد قبل كل شئ من الواقعة ، ثم الوقوف موقفاً حازماً ، وحكيماً، وأن يكون ذلك بحضوره - أي الطفل - ليتأكد له أن هذا الدرع الحصين هو خط دفاعه الأول الذي سيحميه حتى من نفسه ، و ليعزز هذا الموقف فيه القوة ، والشجاعة ، مع ملاحظة التنبيه على الطفل أنه إذا كان كاذباً أو مخطئاً فسوف يعاقب مع إلزامه بالاعتذار لمن أخطأ بحقهم ، وذلك حتى يعرف الطفل أن هذا البطل المدافع عنه هو أيضاً مربٍ، ولتترسخ لديه ثقافة الاعتذارعند الخطأ .
يجب على الأب أن يُشدد على الطفل بضرورة إخباره بكل ما يتعرض له من أذى داخل المدرسة ، أو في الباص وأن يبادره بالسؤال فقد يكون الطفل مهدداً إذا أخبر أحداً، وقد يكون خجولاً ، كما يجب التنبيه عليه بضرورة الابتعاد عن الأماكن البعيدة عن الفصول وتجمعات الطلاب ، وتحذيره من البقاء وحيداً في الفصل وقت الفسحة ، أو الاحتكاك مع من هم في غير مرحلته ، أو الابتعاد عن مدخل المدرسة نهاية الدوام ، وغير ذلك من التنبيهات التى تضمن سلامة الطفل داخل المدرسة ، فلابد أن تُشعر طفلك بحمايتك له حتى وإن كنت بعيداً عنه .
قد يختلف معي بعض الزملاء في بعض ما ذكرت ، ولكني أكتب من واقع سنوات في مجال التعليم ، فمهما كان المعلم حريصاً فلن يكون منيعًا كالأب .
0 التعليقات