-->

الآلة والإنسان


من عادة الإِنسان أن يرى نفسَه في ما يصنعُه. وليس من قبيل المبالغةِ القولُ إِنَّه " يقيمُ علاقة أَشبَه بعاطفةِ الحبِّ  مع آلتِه " ظلت هذه النزعة تطغى عليه إلى حدِّ (انتهَتْ به إلى تقديس الآلة) وتقديس العلم ِالذي مكنه من  (أن يسيطر) على العالم المادِّي و(هـــو لا يشعــر). لم تكن نزعة التقديس ِ تلك أَقوى ممَّا هي عليه الآنَ بالنسبةِ إلى آلةِ الكومبيوتر التي صَنَعَها الإنسانُ أَقربَ ما تكونُ لصورته، فجعَلَ لها مُخاً صناعياً، وذاكرةً صناعيَّة وشبكة أعصابٍ صناعيَّة، وزوَّدها بعيونٍ ( تترقب ) وآذان ٍتترصد، وعلمها الحركة وأمرها ( أن تكتب ) وتقرأ ومَنَحَها لغتَه، ووضَعَ في برامجها عُصارة فكره، واستأنَسَ رِفقتها في مصنعِه ومتجره ومكتبه وقاعةِ درسهِ وغرفِ معيشتِه.
     وكلما زاد الإنسانُ تلكَ الآلة قدْرَة كساها المزيدً من التقديس كاد (ينقلبُ إلى حدِّ الرهبة). وفي غمرة حماستِه وانبهاره بهذه التكنولوجيا الفائقةِ كاد الإنسانُ يفقِد سيطرته عليها، وغدَتْ تنمو على حسابِ تقليصِها لدوره واستقرار ِمجتمعِه وتوازن بيئته. لقد حَطـّتْ من قدْره جاعلة منه مجَّردَ عنصر  مُكمِلٍ من عناصر العمليَّة الإنتاجيَّة، عنصر ٍ قابل ٍ للاستبدال أو التخلص منه في أَيِّ وقت، وأصبحَتْ كفاءَتهُ تقاسُ بكمِّ إنتاجه ومعدَّل أخطائه حتى اقتصر دَوْرُه في أَغلبِ الأحيان ِ على مُهمَّةِ ضغطِ الأزرار.
     إِنّ خروج الإنسان من مأزق تقديس الآلة الذي وضع نفسه فيه لا يمكن أن يكون بالتـّـنكّر لإِيمانــه، إنّـــما الخـــــــــلاص في تحجيمِ الآلة والعودة إلى تبجيل الله ، فـــــهو الخلاّق العليم.
      وصدق شاعر الشباب محمد العيد آل خليفة حين قال:
           نـــــــــشأ العـــــلم مــــــلاكـا طاهـــرا         و استحال اليـــــوم شيـــــطانا رجيـــــــما
                                     [  د.نبيل علي – مجلة عالم المعرفة – الكويت  العدد 184 - بتصرُّف - ]

التّقديس: التّعظيم و التّبجيل.    – تحجيم : تقليص



01- البــــناء الفـــكريّ:
  1- اقــــترح عـــــنوانا مـــناسبا للنـــــّصّ.
  2- اشـــرح بالمرادف كلمة " الانـبـــهار "  و بالمضادّ كلمة "  التـّــنـكـّر "
  3- في الفقرة الأولى تدرُّجٌ في علاقة الإِنسان بالآلة . وضّح مراحلَ هذا التدرُّج.
  4- اســـــــتخرج مـــــــــن النّصّ ثلاثة نتائج سلبيـّة لــــــــتقديس الإنسان للآلة.                          
  5- مــــــا الحلول المقترحة للتــــّخلص مـــــــــن سيطرة الآلة على الإنسان؟

2- البـــــــناء اللـّغــــويّ:
   1- أعــــرب تفصيليّا ما تحته خط في النّصّ.
   2- أعــرب وظيفيّا الجمل المقوّسة في النّصّ.
   3- استخرج من الفقرة الثـّالثة أسلوب شرط و حدّد عناصره. اسم مبالغة (الوزن)- اسم مكان (الوزن)
03- البـــنــاء الفــــنّــيّ:- تأمّــل العبارة الآتية من النـّصّ:
             " كسا الإنسان الآلة المزيد من التـّــقديس "
          - سمّ الصـــورة البيانيــّة في العبارة و اشرحها.
    2- اكتب البيت الوارد في النـّصّ كتابة عروضيـّة و ضع رموزها.
04- الوضــعـــيّــة الإدماجيّـــــة:
 الوضعيّــــة : وفـّــر والدك مبلغا ماليا و استشار أفراد عائلتك في طريقة الاستفادة منه ، فاقترحت  
             شراء جهاز حاسوب ، أمّــا أخوك ففضـّــل جهاز استقبال رقميّ ( ديـمو ) .
التّـــعليمة:   اكـــــــــتب نصّــا  حجاجيّا تذكر فيه محاولتك إغراء أفراد أسرتك بفكرتك ، و ما بذله أخوك
           من جهد في سبيل إقناعهم برأيه. موظـّـفا : - جملة تقدّم فيها المبتدأ وجوبا.- تشبـــيها.   - طــــباقا.
محترما: - شـــــكل الفقرة   - علامات التـّرقيم المناسبة. - الخـــــــطـّ الجيـّـد.

اقرأ أيضا:

2 التعليقات

avatar
غير معرف

اعطيناالحل

Balas delete
avatar
غير معرف

هل من حل

Balas delete



Emoticon